عدد المساهمات : 148 المزاج : الحمدلله تمام تاريخ التسجيل : 04/05/2009 العمر : 37 العمل/الترفيه : اهتم بقراءه النثر
موضوع: استقرار المراءه في بيتها الجمعة مايو 08, 2009 4:09 pm
حول استقرار المرأة في بيتها) أسئلة تتردد ، طبل لها وزمر كثير من الفتيات والفتيان ، وقالوا : كيف يكون الإسلام انصف المرأة وكيف اعطاها حقوقها وحريتها ؟ والقرآن الكريم قد امر المرأة كما في قوله تعالى : «وقرن في بيوتكن» (1) ، فما هذا السجن الدائم للنساء ، ايصح ان يجعل الإسلام المرأة حبيسة البيت ، رهينة الجدران . والجواب : هذا افتراء على الإسلام وزعم فاسد ، يدل على شيئين : أما عدم فهم المراد من الآية الكريمة ... وأما الجهل باللغة وأساليبها . لقد أمر الله سبحانه وتعالى المرأة في جميع الشرائع السماوية ان تقر في بيتها للقيام بشؤونه ، والعناية بأمور الأسرة ، وتربية الأولاد ، والإشراف على مملكتها الصغيرة . ان المرأة المسلمة ، هي التي تعمل بما أمرها الإسلام به ، وما أوجبه عليها من حقوق ، شأنها في ذلك شأن كل فتاة تربت تربية فاضلة ، مستمدة من روح الدين ، وحقيقة الإيمان ما يجعلها قدوة لنساء العالم . فهي تعرف كيف تعني بترتيب منزلها ، وتربية أولادها وسعادة زوجها . لم يجعل الإسلام المرأة في سجن كما يفندون ، بل أباح لها بعد ان تتم واجباتها المنزلية ، ان تخرج من بيتها بطلب علم ينفعها ، في دينها ودنياها ، أو لزيارة أهلها أو اقاربها أو صديقاتها أو للتنزه والترويح عن نفسها بعيدة عن اماكن الريب مع زوجها أو ابيها ، أو أخيها ، أو غيرهم من محارمها ، أو مع صديقات لها معروفات بالحشمة والأدب والدين والأخلاق الفاضلة ، والسمعة الطيبة . وكما قيل :
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبه
فالمرء مكتسب من كل مصحوب
والريـح آخـذة ممـا تمر بـ
ـنتناً من النتن أو طيباً من الطيب
أما ان تترك المرأة بيتها وتخرج للتنزه في أماكن الريب والشبهات أو الجلوس في المقاهي « والكازينوهات » أو التجول في الأسواق والطرقات ، لغير حاجة أو ضرورة ، تلين القول لهذا ، وتمازح ذاك ، وتبش في وجه آخر وقد نهى الله تعالى عن ذلك : «فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً» .(2) وهذا الفعل لم يأذن به الله سبحانه ، ولا يرضاه من عنده أدنى ذرة من شرف النفس ، والشهامة والإباء والغيرة . كما لا ترضى به حرة ، تؤمن بالله واليوم الآخر ، أو عندها من كريم الخلق ما يربأ بها ، ان ترد هذه الموارد . ومن الواجب على المرأة الفاضلة العاقلة ، إذا خرجت من بيتها لحاجة أو لضرورة ، أو للترويح عن النفس ، تخرج في حشمة وادب ، يحوطها الخلق الطيب ، والتربية الحسنة متأدبة في مشيتها ، غاضة من طرفها ، غير مبدية زينتها ، ولا متكسرة ، ولا متثنية في خطواتها ، ولا لافتة اليها أنظار الجهلة والمستهترين . وليس الأمر بان تلازم المرأة دارها خاصاً بالإسلام ، كما يتوهم أو يظن البعض ، فقد جاء في رسالة بولس (3) إلى طيطس (4) في موضوع كلام عن النساء قال يجب عليهن بان يكن متعقلات ، ملازمات لبيوتهن ، خاضعات لرجالهن . وقال مخاطباً ( ثيموثاوس ) : لست آذن للمرأة ان تتعلم ، ولا تتسلط على الرجل ، تكون في سكون دائم ، لأن آدم جبل أولاً ثم حواء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الأحزاب ـ اية ـ 33 ـ وفي مجمع البيان في تفسير القرآن ( وقرن في بيوتكن ) أمرها بالاستقرار في بيوتهن ، والمعنى اثبتن في منازلكن والزمنها ـ أو كن أهل وقار وسكينة . (2) سورة الأحزاب آية ـ 32 . (3) بولس الرسول هو أحد تلامذة السيد المسيح عليه السلام ومن الحواريين . (4) طيطس هو أحد المخلصين الذين ساعدوا السيد المسيح على نشر الكتاب المقدس .
المصدر : كتاب / المرأة في ظل الإسلام / مريم نور الدين فضل الدين